يتخذ الأوكرانيون خطوات جريئة للحفاظ على سيادة بلدهم. تقدم سلسلة مقالات لموقع ’شيرأميركا‘، بعنوان ’الدفاع عن أوكرانيا‘، لمحة عن بعض الأشخاص الاستثنائيين في أوكرانيا الذين يجسدون هذه الروح.
بالنسبة إلى المتطوعين الشباب في مجموعة ’العمل معًا على الإصلاح‘ [Repair Together]، فإن إزالة مخلفات الدمارالذي تسببه الضربات العسكرية الروسية لا تجب أن تكون عملية كئيبة.
تؤدي مجموعة ’العمل معًا على الإصلاح‘ أعمال إزالة المخلفات والتنظيف وإعادة البناء مصحوبة بالموسيقى والرقص.
قال ديما كيربا، مؤسس مجموعة ’العمل معًا على الإصلاح‘، “إن العمل التطوعي يجب أن يكون ممتعًا جزئيًا إلى جانب كونه مفيدًا.”

بدأت المجموعة العمل بعد أشهر قليلة من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. يقوم المتطوعون برحلات بالحافلات إلى البلدات الصغيرة، ويقومون بمعاينة القرى حيث تكون الأضرار واسعة النطاق والموارد المحلية محدودة.
وإلى جانب المعدات، تجلب فرق المجموعة الموسيقى إلى المواقع. ويقوم مشغلو التسجيلات الموسيقية بتشغيل مقطوعات لفرق المتطوعين الذين يقومون بالرقص أثناء عمليات التنظيف. وقال كيربا إنه يسعى لخلق جو من الصخب يشبه حفلات الرقص.
شارك الآلاف من المتطوعين في إعادة بناء المنازل والمباني العامة، مثل المكتبات والمسارح. وقد دخلت المجموعة في شراكة مع شركات التوريد لتوفير مواد البناء.
يُحيي المتطوعون تقليدًا محليًا يسمى ’تولوكا‘، والذي يشير إلى تجمع لأشخاص يعملون معًا لتلبية أحد احتياجات المجتمع الملحة.

قبل الحرب، كانت تيتيانا بوريانوفا تنظم حفلات ورحلات للشباب. واليوم، هي تساعد في تنظيم رحلات لمجموعة ’العمل معًا على الإصلاح‘. وقالت لصحيفة الغارديان “نحن نصنع أوكرانيا جديدة”.
معظم المتطوعين هم من المدن الكبرى مثل كييف ولفيف. ويلتقي سكان المدن الكبيرة الآن مع الناس في البلدات الأصغر خلال المشاريع، وهي اللقاءات التي قالت بوريانوفا إنها كانت تحدث بشكل غير منتظم قبل الحرب.
كما اجتذبت المجموعة متطوعين من ألمانيا وهولندا والبرتغال وسلوفاكيا والولايات المتحدة.
وقالت مارينا هريبينا، إحدى منظمي المجموعة، للإذاعة الوطنية العامة [NPR] “بعض الناس يقولون، توقفوا، لا يمكنكم الاستمتاع، إنها حرب! لكنني أقول، نحن نقوم بشيء جيد. لماذا لا يمكننا الاستمتاع أيضًا؟”

قال أولكسندر بوتشينسكي، مشغل تسجيلات موسيقية، لوكالة أسوشيتد برس: “هؤلاء جميعهم شباب لا يزال لديهم شغف بالحياة، لكنهم يشعرون بالألم ويشعرون بالحزن والغضب الشديد بسبب الحرب. بيد أنهم يشعرون بالحاجة إلى المشاركة في هذه اللحظة التاريخية، ومساعدة الناس، وجعل أوكرانيا مكانًا أفضل، مع ابتسامة على وجوههم.”
إن روح العمل التطوعي الفياضة لمجموعة ’العمل معًا على الإصلاح‘ ملفتة للنظر. سكان القرية يجلبون الطعام والشراب للمتطوعين. والموسيقيون يوافقون على العزف مجانًا لأنهم يريدون المشاركة.
قالت أوكسانا هوز، وهي منظِمة متطوعة، لصحيفة واشنطن بوست: “أعتقد أن الأمر لا يتعلق فقط بإصلاح المنازل، بل أيضًا بإصلاح أنفسنا.”